الصفحة الرئيسية
من أنا
مقالات أخرى
رحلاتي
بوب وجان

بوب وجان زوجان متحابان ، قدموا من بلادهم البعيدة تاركين كل ملذاتها وأطيابها ، وتاركين وراءهم أهليهم ومناسباتهم السعيدة والحزينة ، لتحل بهم الرحال في بلد غريب عليهم لا يعلموا عن لغة أهله شيئا ، كانت بداية وصولهم عام 1974م في بلد تسمى سالاتيجا ، وعلم الزوجان أن إقامتهما في هذا البلد سوف تطول بحسب مهتهما ، فقرر الزوجان أن أفضل وسيلة للتقارب مع أهل هذه البلاد النائية بالنسبة إلى بلدهم الأصلي هو تعلم لغة أهلها ، وبذا تعلما معا لغتين دفعة واحدة ، الأولى هي تعلم لغة الجزيرة التي هم فيها وتسمى لغة الجاڤا (Javanese) ثم لغة الباهاسا وهي اللغة العامة والرسمية للدولة.


ما بين عامي 1974 و1986 عمل الزوجان في المنطقة المحيطة بسالاتيجا وبايولالي ونجحا في تحول العديد من الناس الى الديانة المسيحية وقدما الكثير من قيادات الكنائس في المنطقة من خلال السنوات الأولى للدعوة ، وقاما معا بتشجيع وتمويل بناء العديد من الكنائس في المنطقة.


وبالإضافة الى كل هذه الكنائس ، قام الزوجان ببناء مدرسة لتدريس علوم الإنجيل في سالاتيجا تعد الأشهر والأقدم في المنطقة ، وكل ذلك بفضل الإرسالية الإندونيسية للتبشير بالمسيح وفضل الزوجان الكريمان.


وكان للزوجين أفضال عديدة على السكان الذين أصيبوا بالزلزال في أواسط إندونيسيا حيث تقع جاڤا ، وبسبب ظروف تعليم أبناءهما ، إنتقل الزوجان إلى العاصمة جاكرتا في عام 1980م دون أن يتخلا عن المهمة الأولى التي قدما لها ، فمن عام 1980 إلى 1986 قام الزوجين بالتبشير بالمسيحية في الأحياء المكتظة بالسكان في العاصمة ، كما تفضلا مشكورين بتدريب المسيحيين الجدد على التبشير حتى تتسع القاعدة ويزيد عدد أتباع الرب في البلاد.


وبفضل عملهما الدؤوب ، أسست أول كلية لدراسة الإنجيل واللاهوت في البلاد في العام 1987م ، والتي قدمت العديد من القساوسة والمبشرين والذين تفضلوا بالدعوة في بابوا و نياس و سومطرة و سورابايا و بانيوانجي وجاكرتا ، ولايزال الزوجان يعملان مع فريق كامل من تأسيسهما في كل من جاكرتا وباندا ، ويعمل معهما أبناءهما الأربعة والذين رزقوا بهم خلال عملهما المخلص للواحد والثلاثين عاما الماضية في التبشير في الأراضي الإندونيسية.


لم تنته القصة بعد ، الإحصاءات غير الرسمية تقدر نسبة المسيحيين الإندونيسيين بنسبة 8% في بداية الثمانينات الميلادية عندما كان تعداد سكان البلاد ما يقارب 170 مليون نسمة ، أي في حدود 13.6 مليون نسمة ، وتقدر إحصائيات أخرى غير رسمية تعداد المسيحيين بنسبة 30% من السكان حاليا أي في حدود 66.6 مليون (يقدر عدد سكان إندونيسيا حاليا ب222 مليون نسمة).


ولماذا إندونيسيا؟ حسب الموقع الرسمي للتبشير في آسيا فالأسباب كالتالي:

1. إندونيسيا تشكل رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.

2. هي أكبر سقف لتجمع إسلامي في دولة واحدة في العالم.

3. تضم أكثر من 17,000 جزيرة تمتد في المحيط الهندي لتصل إلى أستراليا.

4. تضم العديد من القوميات.

5. إندونيسيا ليست دولة إسلامية مغلقة ، وذلك رغم تعداد المسلمين الذي يفوق السبعين في المائة.

6. هناك خمس مبادىء في الدستور الإندونيسي تقول أن كل إندونيسي يجب أن يؤمن بإله واحد ، وبالتالي فإن كل الإندونيسيين يجب أن يعترفوا بأحد الآلهة للأديان المعروفة لديهم (الإسلام ، المسيحية البروتستانتية ، المسيحية الكاثوليكية ، البوذية ، الهندوسية ، الكنفوشسية) ، وفي عين القانون ، كل هذه الأديان متساوية.

7. معظم المسلمين الإندونيسيين صوريين في أداء عباداتهم وإيمانهم القلبي.

8. المسلمون المتعصبون يشكلون نسبة ضئيلة جدا من السكان ومنتشرون في جزر محددة.

9. المسيحيون الإندونيسيون مسموح لهم بممارسة شعائر دينهم بالكامل وبدون أي مضايقة من قبل السلطات أو الشعب.


إستغلت المنظمات التبشيرية الكوارث الطبيعة التي حلت بإندونيسيا خلال الفترات الماضية في نشر الفكر والديانة المسيحية مع تقديم المعونات السخية للسكان ، ونتج عن ذلك تحول العشرات بل والمئات إلى الدين المسيحي الذي يلقى رواجا داخل أوساط الفقراء ومحدودي الدخل.


وبالمقابل ، ماذا يقدم البعض للشعب الإندونيسي؟ الخبر التالي من جريدة الوطن بتاريخ الجمعة 17 إبريل 2009:

حذرت السفارة السعودية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا من انتشار ظاهرة زواج السعوديين من إندونيسيات بنية الطلاق ، وقال مدير قسم الرعايا بالسفارة خالد العراك إنه ما لم تصدر فتوى واضحة من هيئة كبار العلماء سيزداد الأمر استفحالاً ليخرج عن نطاق السيطرة. ووفقا للعراك فإن عدد حالات الزواج بإجراءات رسمية العام الماضي بلغ 110 حالات، أما الذي يتم دون إجراءات رسمية فأكثر بكثير من هذا العدد ، وبرزت على السطح في الآونة الأخيرة حالات عديدة للزواج بنية الطلاق حيث تجهز مكاتب إندونيسية الشهود وولي أمر مزورا وتكون الزوجة غالباً من بنات الهوى، لأيام وينتهي الزواج. وفي القاهرة، أكدت دار الإفتاء المصرية في بيان صدر أمس أن زواج المسيار الذي يستوفي الأركان والشروط الشرعية هو زواج صحيح تترتب عليه كل الآثار الشرعية، فيما عدا ما تنازلت عنه الزوجة باختيارها.


كم وددت أن أشاهد خلال زيارتي لإندونيسيا مستشفى أو مدرسة أو جامعة مقامة بتمويل بترعات أفراد سعوديين وليس بتمويل الحكومة السعودية والتي قدمت الكثير من التبرعات السخية والإستثمارات.


في جاكرتا

يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه "مع الله":


(لقد أتقنت الكنيسة فن التنظيم ، فلا إرتجال لخطة ، ولا إضطراب لسياسة ، كل شيء فيها معد مرتب مدروس ، بحث عن روية وأعد إعدادا تاما. وكان مما أعدته مشروعان كبيران: أحدهما: للتبشير بين أتباع الأديان الأخرى. والثاني: لصد الهجوم عن الديانة المسيحية نفسها من مختلف النقاد حتى يقنع بها أتباعها. أما فيما يتعلق بالتبشير ، فإن من الضرورات الأولى لديهم أن يعرف المبعوث لغة المرسل إليهم ، وأن يدرس عاداتهم ، وتقاليدهم ، ودياناتهم ، ومواطن الضعف فيهم ، والوسائل التي تجذبهم ، وان يعلم – فضلا عن ذلك – بعض مبادىء الطب والخدمات العامة ، ويعلم قبل ذلك وبعده طريقة الهجوم على الديانة المتوطنة ، وأسلوب الدعوة للديانة المسيحية ، إنتهى).


اللهم هل بلغت؟ اللهم فأشهد




كتبه العبد الفقير لله
حسام عابد أندجاني
@hosam_andijani

في 13 سبتمبر 2009م
الموافق 23 رمضان 1430هـ


يمكنكم متابعة حسابي في إنستقرام لمشاهدة صور باريس وسوف أسعد بالرد على إستفساراتكم هنا أو هناك ، تمنياتي بسفر سعيد

حسابي في إنستقرام

@hosam_andijani